أخبار

ترامب ما بين زيارتين إلى الرياض.. ماذا تغير في المنطقة؟

ثماني سنوات فقط فصلت بين زيارتي دونالد ترامب إلى السعودية عام 2017 وغداً 2025، رافقها تساؤلات من المجتمع الدولي ماذا تغير في الزيارتين وماذا تغير في المنطقة وهل تغيّر الرئيس ترامب الذي افتتح ولايته الأولى بزيارة الرياض في عام 2017 يعود اليوم مفتتحاً زياراته الخارجية في ولايته الثانية إلى المكان نفسه، لكن بحلفاء أكثر تأثيراً، واقتصادات أكثر تنوعاً، وتحولات جعلت من الخليج العربي لاعباً سياسياً واقتصادياً لا غنى عنه، أما هو، فترامب الثاني يبدو أكثر تحرراً من المؤسسة التقليدية، لكنه لا يزال محتفظاً بذات البوصلة: الخليج أولاً.

من النفط إلى الطاقات المتجددة.. خارطة المصالح تتبدّل

عندما وصل ترامب إلى الرياض للمرة الأولى، كانت أسعار النفط تتعافى بعد سنوات من الهبوط، وكان الخليج يُرى كخزان طاقة فقط، أما اليوم، تختلف المعادلة كلياً، فالسعودية تنفذ أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، وتخطط للعيش دون نفط وفق “رؤية 2030″، فيما تتصدر صناديقها السيادية قوائم الاستثمار عالمياً، ويدرك ترامب أن المنطقة أصبحت أكبر “شريك” لأميركا، في الوقت الذي يبيعها فيه المستثمرون الأوروبيون خوفاً من الحروب التجارية، هنا لم تعد الأفكار الكبيرة تولد في واشنطن حصراً، بل على ضفاف البحر الأحمر، حيث تُصاغ نماذج مدن المستقبل مثل “نيوم”، وحيث تتغير أولويات التحالفات.

الرؤية تتحقق

عندما زار ترامب الأول السعودية، كانت رؤية 2030 التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي تخطو خطواتها الأولى، كان العالم يراقب بتساؤل وتشكيك كيف للسعودية أن تغير مساراتها الاقتصادية بشكل يغير المنطقة بأسرها، دول الخليج الأخرى بدورها كانت تمضي بخططها الإصلاحية والتغييرية، معظم وعود الرؤية أصبحت واقعا في منتصف الطريق، أرامكو شركة مدرجة، الصندوق السيادي السعودي يقود الصناديق الاستثمارية عبر العالم، وغيرها من التغيرات التي تشهدها السعودية.

اليوم في السعودية، مشاريع الطاقة المتجددة تغير المعادلة مثل أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم، وهنا تشير مؤسسة كارنيغي إلى أنه مع حلول عام 2025، تكون رؤية 2030 قد “حققت تقدماً لا يمكن إنكاره” في الحد من الاعتماد على النفط ــ فقد ارتفعت الإيرادات غير النفطية وحصة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والمنطقة التي كان يُنظر إليها في الغرب قبل عقد من الزمن كخزان للطاقة والمشاكل على حدا سواء، أصبحت مفتاحا لحل مشاكل كثيرة.

من إيران إلى إسرائيل.. طريق السلام يمر من هنا

في الزيارة الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت إيران تتباهى بنفوذها في عواصم عربية وتوسعاتها في المنطقة وميلشياتها الجوالة في المنطقة، أما اليوم، تواجه طهران انكماش نفوذها وتبحث عن التهدئة وتتفاوض مع واشنطن للوصل إلى اتفاق، وفي غزة هنالك حرب دائرة وتبحث عن حلول، وقيادة جديدة تقود سوريا، وتغيرات في لبنان وحرب دائرة في السودان، لذلك ترامب الثاني يعرف أن السلام الشامل لا يُكتب إلا بالتعاون مع السعودية لحل قضايا المنطقة حل القضية الفلسطينية وفق أسس قوية ولا يمكن قبول أنصاف الحلول وهو ما أكدت عليه الرياض في جميع رسائلها، وأن الصفقة التالية، لن تمر دون الرياض، في المنطقة اليوم، المصالح تتقدم على الإيديولوجيا، والاعتدال يسبق التشدد، والشباب والمرأة يصنعون التغيير، ترامب يعود إلى شرق أوسط لا يشبه الماضي، لكنه بحاجة له أكثر من أي وقت مضى.

المصدر: العربية

زر الذهاب إلى الأعلى