مقالات وبحوث

درسٌ من لقاح الجرعة الثالثة

بقلم: عبدالعزيز قاسم

• عزمتُ على أخذِ الجرعة الثالثة من أسبوعين، وبسبب سفرياتي للمدينة المنورة والطائف؛ أجَّلته لأربع مرات، حتى قرَّرتُ يوم أمس الأول الجمعة على أخذه، وبمجرَّد فتحي على تطبيق “صحتي”، أعطاني خيارًا بالتطعيم في نفس اليوم وبعد ساعتين مباشرة. لم أملك سوى الدعاء للمسؤولين على روعة الخدمة، واحترافية التطبيق، وسهولة الحجز.

• أكتبُ هنا ما حصل لي كي يحتاط من سيأخذ الجرعة هذه، لأن درجة قبول جُسومنا لها تختلف من شخصٍ لآخر، فرغم أن الجرعة الأولى لم أشعر-معها- البتة بأي حمَّىً سوى من ألمٍ في مكان الوخزة، والجرعة الثاني أخذتني “نفَّاضة” بجوف الليل، وأنا الذي لم يحتط -حينها- بأدوية مخفِّضات الحرارة، بيد أنني صحوتُ في اليوم التالي ولكأنَّ شيئًا لم يحصل، وزايلتني الأعراض بالكامل.

• الجرعة الثالثة، ورغم تترُّسي ب”فيفادول بلس”، وفيتامين “سي” وتلك الأعشاب المخلوطة بالعسل والقرفة والزنجبيل وو، إلا أنها أتعبتني البارحة، وأتتني “النفَّاضة” هذه، وعانقتني “زائرة المتنبي” طوال الليل، وخمَّنت أنها ستذهب الصباح، إلا أنها أحبتَّني، وما زلت محمومًا، رغم أدوية الحرارة والاستحمام بالماء البارد.

• أحببتُ أن يحتاطَ من سيأخذ الجرعة الثالثة، التي لا بدَّ منها، فأنا مؤمنٌ بالانحياز للعلم، وألَّا سبيل لمكافحة الفيروس إلا باللقاحات بما فعلت البشرية مع الكوليرا والملاريا والجدري وبقية الطاعونات التي مرَّت عليها، بيد أنني سأنحو إلى جهة أخرى، حيث ضِعف الانسان مهما ظنَّ أنه قويٌ وبصحةٍ جيدة.

• في لحظاتِ الضعف التي انتابتني في جوف الليل؛ وجدتني أبحث عن والدتي التي هاتفتني وخفَّفتْ ما بي تلك العظيمة، ورحتُ أراسل بعض أحبتي من أصدقائي الأقرب، وبتُّ أبعث لهم في منتصف الليل برسائلي، وأنا أعلم بأنهم يغطُّون في نومهم. آمنت بأنه في لحظات ضعف الانسان؛ سيبحث مباشرة عن الأحبِّ له، والأقربِ لقلبه، وأولئك الذين عاش السنوات الطويلة معهم.

• هذه الهمسة التي أودُّ أن أوصلها لكم، إن بحث عنك أحد أصدقائك وهو في مرضه، أو محنته، أو لحظات ضعفه، فاعرف أنه يُوليك مكانة كبيرة، ويحمل لك حبًّا عميقًا، وأنك ببسمتك، وحديثك له ربما كنت دواءً لما به، وبلسمًا لروحه، فلا تتواني أو تتردَّد من التواصل معه، فلك أجرٌ وأي أجر!

زر الذهاب إلى الأعلى