سعودي يجمع بين الشعر وفن النحت.. وهذا ما يفعله

اجتمعت موهبتان في سعودي، فهو يكتب الشعر وينحت على جذوع النخل، ليمتزج خياله الشعري بأفكار يجسدها حين ينطق الأشكال بقطع فنية منحوتة ذات أبعاد فلسفية.

الشاعر النحات فيصل النعمان قال: النحت هو العلاقة الصامتة في تعبيري عندما لا يكون الكلام يتسع لما في النفس، فأنا شاعر ونحات، وهناك أبيات منحوتة في رمزية نحتي، فالبداية من جذع (كينا) رماه لحام الحي الذي أسكن فيه، بعد أن تطورت أدوات تقطيع اللحم وأصبحت كهربائية، وكان على الجذع بعض من آثار ضربات الساطور، فقمت بتشكيله ليكون قطعتي الأولى، فعاد النحت من جديد، وتوقفتُ عن الشعر الذي كان قد أبعدني عن النحت”.

وأضاف: “كانت البدايات في النحت على خشب الزيتون، ومن ثم الحجر بأنواعه، وقد تعلمتُ النحت من النحت نفسه، ففي كل عمل كان هناك درس غير مباشر، يضيف للعمل القادم”.

وتابع: “الفترة الأخيرة شهدت ازدهاراً لفن النحت، بعد الكثير من الإحباط وعدم التفهم والتهميش لهذا الفن الذي هو أصل الكتابة والتدوين، فلدي أكثر من مئة مشاركة داخل السعودية وخارجها، فقد شاركت بمعارض وفي ورش النحت، ولي أعمال ميدانية في دومة الجندل والمنطقة الشرقية والرياض والدوادمي ومكة المكرمة” .

وأوضح النحات فيصل النعمان أن “المرأة لها جانب كبير من منحوتاتي، لارتباطي الشديد بوالدتي رحمها الله، وكانت في حال ضعف وانكسار جسدها، فالمرأة هي ملهمتي الأولى ومصدر قوتي واهتمامي بها كونها قائدة المجتمع”.

وقال: “في منزلي زاوية أعمل بها، فأنا محترف صغير ينفذ فيه أعماله التي تتراوح في مدة إنتاجها من يوم أو شهر، فكل عمل له ظروفه في التنفيذ، فمثلا هناك عمل تأتي فكرته في خط واحد يكفي للتعبير فيه، وهناك عمل يرفض أن ينتهي حين تتوالد الخطوط فيه”.

وأضاف: “كانت لي تجربة مع جذوع شجرة الزيتون، فمع بداية مهرجان الزيتون الأول والثاني والثالث، قدمت دروع التكريم للمهرجان من تصميمي لجذوع الزيتون، وهي تجربة جادة أن تنهي مرحلة عودة النحت”.

وختم: “أحياناً ننساق لفكرة الحجر، خاصة الحجر الطبيعي الذي لم يتم قصه أو برده، كونه يملك إيحاءات وتضاريس قد توحي لك بأشكال معينة، وأن ما يهمني هو درجة الاستمتاع أثناء العمل بما يشبه السباحة، حيث تغمرك الفكرة”.
