السعودية تستعد لطفرة تكنولوجيا مالية غير مسبوقة
كان تطور صناعة التكنولوجيا المالية بطيئاً نسبياً في المملكة العربية السعودية مقارنة بالدول المجاورة، لكن المملكة نجحت في اللاحق بالركب بسرعة كما أوردت مجلة “جلوبال فاينانس” في تقرير حديث عن قطاع التقنية المالية في المملكة.
ويتضح مدى هذا التقدم من خلال الصفقات الضخمة مثل استحواذ شركة جلف كابيتال لإدارة الأصول على شركة “جيديا” السعودية للمدفوعات الإلكترونية في عام 2018 بقيمة 267 مليون دولار، أو استثمار “وسترن يونيون” في عام 2021 بقيمة 200 مليون دولار في STC Pay، إحدى أكبر شركات المحفظة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية. وبدعم من الاتصالات السعودية ، أطلقت STC Pay أول بنك رقمي في المملكة، STC Bank ، في عام 2021.
وقد أطلق البنك المركزي السعودي بالشراكة مع هيئة السوق المالية في نيسان / إبريل 2018 مبادرة “فنتك السعودية” كخطوة تحفيزية لتطوير مجال التقنية المالية في المملكة العربية السعودية وتعزيز دوره في التنمية الاجتماعية الاقتصادية الوطنية.
وتطمح “فنتك السعودية” لتحويل المملكة العربية السعودية إلى وجهة للابتكار في مجال التقنية المالية وإيجاد منظومة مزدهرة ومسؤولة.
كما تسعى لتحقيق ذلك من خلال دعم تطوير البنية التحتية اللازمة لنمو مجال التقنية المالية وبناء القدرات والمواهب التي تتطلبها شركات الفنتك المالية ودعم رواد الأعمال في مجال التقنية المالية في كل مرحلة من مراحل تطورهم.
ويقول فيليب بحوشي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ماجنت”، منصة البيانات الاستثمارية لبيئة الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “كان هناك تطور هائل خلال العقد الماضي في صناعة التكنولوجيا المالية في السعودية”.
وفي عام 2021، نما تمويل رأس المال الاستثماري الجريء بنسبة 270% على أساس سنوي في المملكة وشكلت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية 19% من الصفقات .
واتخــذت المملكــة العربيــة الســعودية خطــوات هامــة نحــو تطويــر قطــاع التقنيــة الماليــة، فقــد شــهدت موافقــة مجلــس الــوزراء فــي 24 أيار / مايــو 2022، علــى اســتراتيجية المملكــة للتقنيــة الماليـة كركيـزة جديـدة ضمـن برنامـج تطويـر القطـاع المالـي لرؤيـة المملكـة 2030.
وتأتـي اسـتراتيجية التقنيـة المالية استكمالاً للنجاحـات التـي تحققـت فـي السـنوات السـابقة فـي قطـاع التقنيـة الماليـة فــي الســعودية، حيــث تهــدف الاستراتيجية لأن تكــون المملكــة موطناً للتقنيــة الماليــة وإحــدى الـدول الرائـدة فـي قطـاع التقنيـة الماليـة وتكـون الريـاض محـوراً للتقنيـة. كمـا تسـعى الإسـتراتيجية إلـى زيـادة عـدد شــركات التقنيــة الماليــة العاملــة فــي المملكــة إلـى 525 شــركة بحلـول عـام 2030.
وتتسارع خطى السعودية نحـو تحقـيق هـذا الهـدف، إذ يوجـد فـي السـعودية حاليـاً 147 شـركة تقنيـة ماليـة نشـطة، بزيـادة قدرهـا 79% عـن العـام 2021.
ارتفاع الاستثمارات في التقنية المالية
كما ارتفعت الاستثمارات في مجال التقنية المالية، حيث تم استثمار أكثــر مــن 1,5 مليــار ريــال ســعودي فــي شــركات التقنيـة الماليـة فـي السـعودية بيـن أيلول / سـبتمبر مــن عــام 2021 وشــهر آب / أغســطس 2022، بزيـادة قدرهـا 11%، ليبلغ اجمالي الاستثمارات في التقنية المالية 3,95 مليار ريال، إضافـة إلـى ذلـك، تم تسجيل زيــادة كبيــرة فــي مســتوى المشــاركة فــي الأنشــطة المتعلقــة بالتقنيــة الماليــة بمشاركة أكثــر مــن 100 ألف شــخص في تلــك الأنشــطة.
وتهدف استراتيجية التقنية المالية في السعودية إلى تحقيق أثر اقتصادي ملموس بحلول عام 2030 يتمثل في:
18 ألف وظيفة في مجال التقنية المالية.
525 شركة تقنية مالية.
13,3 مليار ريال حجم المساهمة المباشرة لقطاع التقنية المالية في الناتج المحلي الإجمالي السعودي.
12,2 مليار ريال القيمة التراكمية لاستثمارات المال الجريء.
المصدر : أريبيان بزنس