هضاب حِسْمَى تنفرد في نيوم بالفنون الصخرية التاريخية

عرفت صحراء حِسْمَى أنها صحراء رملية تتخللها هضاب وجبال من الحجر الرملي في الجزيرة العربية. يحدها من الشمال جبال الشراة ومن الشمال الغربي وادي عربة ومن الغرب جبال الحجاز ومن الجنوب حرة الرحا، يوجد اختلاف بتحديد حدودها، وأحيانا تعتبر اسماً لكل الصحراء إلى الشرق من خليج العقبة إلى النفوذ، صحراء “حسمى” الواقعة في منطقة تبوك وداخل نطاق نيوم.
وأكد المصور الضوئي والمختص بالآثار والتراث عبد الإله الفارس أن صحراء حسمي تعتبر إحدى محطات طريق التجارة القديم من وإلى جزيرة العرب ومرت بها القوافل على امتداد الحضارات الإنسانية المتتالية، وهذا الأمر يفسر كثرة وتنوع النقوش الأثرية والرسومات الصخرية على صخور جبالها الشاهقة .

وأضاف أن مشاهدة النقوش الصخرية القديمة التي تصور الحيوانات والصيادين، وتأمل ذلك الفن الصخري التي تربط بشكل مذهل بين حياتنا الآن والحياة التي عاشها الإنسان منذ آلاف السنين، إلى أهمية الرسوم الصخرية كمصدر حضاري وتاريخي، وكذلك تفهم وسرد مسيرة الحضارة البشرية وتطورها الثقافي، والاجتماعي وهذه الرسومات تظهر لنا جوانب حضارية واجتماعية مختلفة.
وقال: “تقع الفنون الصخرية في إحدى الجبال والهضاب بصحراء حسمى، وهي جزء من سلسلة جبالها في الجهة الشمالية الغربية من مدينة تبوك، وتلك الهضاب من صحراء حسمى والتكوينات الجبلية تمثل متحفًا مفتوحًا للطبيعة وللفنون الصخرية الأثرية والنقوش التاريخية المتنوعة حيث تمثلت تلك الرسومات الصخرية منحوتات لعناصر آدمية، وأخرى حيوانية، وبعض الرسوم المنتشرة بالمكان”.
وصورت تلك الواجهات مشاهد حيوانية حيث تظهر لنا المنحوتات عددًا من الحيوانات البرية مثل الأبقار والجمال والوعول والذئاب والأسود والنعام ومناظر الصيد المختلفة ورسمة أخرى ليد إنسان ومشاهد قتال آدمية ورسومات متنوعة أخرى، وتميزت تلك الرسومات بالإتقان وأنها ما زالت محافظة على تلك المشاهد المنحوتة من عوامل التعرية منذ آلاف السنين، وأغلب موضوعات ومشاهد بعض الرسوم الصخرية في المنطقة متكررة وتوضح نسبيًا عالم الحيوان البري وعلاقة الإنسان بها من خلال الصيد والحروب”.
وختم حديثه مبينا أن هضاب وجبال حسمى تختزن عددا كبيرا من مواقع الفنون الصخرية والنقوش الأثرية المختلفة والمتعددة، حيث تعد منطقة تبوك من أبرز المناطق التي تحتضن قيمة أثرية وحضارية وثقافية بالمملكة وسطرت أهم المواقع التاريخية التي لفتت نظر الباحثين والمهتمين بهذا المجال.