ثقافة وأدب وفنونسلايد 1

الأسماء المستعارة في الأغنية السعودية.. أمجادٌ بلا أشخاص

تشكلت الأغنية السعودية وتطورت بصورة سريعة، حتى وصلت إلى شكلها الحالي، فمنذ أن كانت ألوانا فلكلورية لا تخرج عن ألحان معروفة ومتقاربة حتى منتصف القرن الماضي، جاء طارق عبدالحكيم حاملاً أغنيته (يا ريم وادي ثقيف) الشهيرة، ليسجل بتلك واحدة من أوائل الأغاني السعودية بشكلها الحديث في السعودية.

ثم طرق الفنان طلال مداح باب الأغنية المكبلهة بأغنيته (وردك يا زارع الورد) والتي تعتبر الأغنية المكبلهة السعودية الأولى، وتضم أكثر من مقطع وكوبليه بجمل لحنية ومقامات وإيقاعات مختلفة ومتنوعة.

غير أن هذه المراحل التي شكلها الفنانون السعوديون خلال فترات زمنية متسارعة، ساهم في تطويرها عدد من الفنانين (غير المعروفين) بشكل لافت ومميز، من شعراء وملحنين ومغنين حتى تركوا إرثًا فنيًا يوازي أعمال الفنانين الذين نعرفهم بأسمائهم وأعمالهم.

مَن هم؟

وظهر هؤلاء الفنانون على أكثر من شكل، إذ إنَّ بعضهم تمنَّع عن إظهار اسمه طوال حياته الفنية على مدى عقود، وبعضهم استخدموها في أعمال وفترات محددة ثم ظهروا لاحقًا بهوياتهم وأسمائهم، والبعض الآخر ظهر بصورته ولقبه فقط، دون اسمه الحقيقي.

وتنوعت الأسباب التي دفعت هؤلاء الفنانين لهذا التصرف والظهور بأسماء مستعارة، فمنهم من ارتأى أن يكتب باسم مستعار لأسباب دينية واجتماعية، وبعضهم لأسباب فنية، على حد قولهم.

أمجادٌ بلا أشخاص

ولعلَّ أبرز هؤلاء “المخفيين” الملحن (صادق الشاعر)، الذي يرتبط كثيرا بالأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، وكذلك الشاعر (قوس)، إذ يرتبط اسمه باللاعب الدولي السابق ياسر القحطاني، رغم نفيهما المتكرر عن علاقتهما الفنية بهذين الاسمين.

كما تمثل شخصية الموسيقار (طلال) لغزا للمهتمين بتوثيق الأغنية السعودية، والتي ظهرت في العقد الأخير بأعمال طربية كثيرة ومتنوعة، أظهرت أعمالها لفترات طويلة تحت عدة أسماء منهم طلال مداح ومحمد شفيق قبل أن يوثق هذه الأغنيات وغيرها باسمه الفني (طلال) والذي يؤكد المطربون أنه ممن (خدموا الأغنية السعودية على مدى أربعة عقود).

وجوه بلا أسماء

ومن تنوع هذه الشخصيات الفنية، ظهور عدد من الملحنين بألقابهم الفنية وصورهم الشخصية دون الإفصاح عن أسمائهم – التي يعرفها الناس – والتعامل بهذه الألقاب في الأعمال الغنائية، واللقاءات الإعلامية، مثل الأمير أحمد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود المعروف بـ(سهم).

هذا الأسلوب استخدمه من قبل الأديب والفنان الراحل مطلق الذيابي، الذي لحن الأغنية الشهيرة التي غناها عدد من المطربين (تعلق قلبي)، تحت اسم (سمير الوادي) وهو الاسم الفني الذي اشتهر به ملحنا ومطربا.

“فتيان” الأغنية السعودية

وعرف الناس أشكال وأسماء عدد من الفنانين الذين ظهروا بأسماء مستعارة مثل لقب (فتى)، أولهم الشاعر (فتى الشاطئ) الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز والد الأمير الشاعر البدر بن عبدالمحسن، وكذلك المغني (فتى نجران) مانع اليامي، و(فتى الوادي) متعب مرزوق، و(فتى الجزيرة) سعد إبراهيم، و(فتى رحيمة) عيسى الناصر، و(فتى حايل).

أسماء وألقاب

أما من ظهر باسمه ولقبه، فأكثر من واحد على مدى تاريخ الأغنية السعودية الحديثة، فمنهم الأمير الشاعر خالد الفيصل، إذ قدم أعماله في بداياته الشعرية باسم (دايم السيف) ليذكر بعد ذلك أنه لم يكن يرغب بتقديم نفسه والظهور كشاعر، قبل أن يستغني باسمه عن اللقب.

ومن أغرب الأسباب التي كانت وراء ظهور اسم مستعار، هو خروج الفنان خالد عبدالرحمن باسم (مخاوي الليل)، ليرد على مَن ينتقدون اقتصار أغنياته على كلماته وأشعاره ويقنعهم بالتغيير، ويغني لـ(مخاوي الليل) الذي أقر بأنه هو بعد فترة من الزمن.

ومن هؤلاء الشاعر ياسر التويجري الذي كتب أغنية بي شي للفنان ماجد المهندس، باسم (معن الرساي) ليتركه لاحقا ليظهر باسمه، ويكون اللقب، لقبا لأغنية واحدة فقط!.

كما ظهرت عدد من الشاعرات النساء تحت أسماء مستعارة كذلك، أشهرهن الشاعرة (نجدية) والشاعرة (الجادل)، والشاعرة (العالية) والشاعرة (غيوض).

الشاعر الحقيقي، والملحن المستعار

ويذكر المهتمون أن الأمير الشاعر تركي بن عبدالرحمن، أحد أشهر أعمدة الأغنية السعودية والخليجية، الشهير بـ (تركي) هو ذاته الملحن الذي يصدر جميع أعماله باسم (طارق محمد) كملحن رغم أنه هو من كتب ولحن هذه الأعمال، الذي تعاون فيها مع معظم الفنانين الخليجيين والعرب، في أعمال خليجية، من أشهرهم محمد عبده، وذكرى محمد، وأنغام، وأصالة، وعبدالمجيد عبدالله.

أما آخر الذين اعترفوا بما يلاحقهم من ربطهم بأسماء فنية، رجل الأعمال ورئيس نادي الاتحاد سابقا منصور البلوي، حيث ذكر في مقطع متداول على الإنترنت أنه هو (منصور الشادي) الذي كتب عددا كبيرا من الأغاني وأشهرها (الأماكن) التي شدا بها فنان العرب محمد عبده.

المصدر: العربية نت
زر الذهاب إلى الأعلى