
احتلت قلعة “القشلة” العسكرية مكانة تاريخية في السعودية، نظير ما تملكه من أهمية في رسم الخطط الاستراتيجية للحروب شمال غرب السعودية، وموقع لتجهيز الجيوش عدتها وعتادها، لتتحول مع مرور العصور إلى مقر لأحد السجون.
ويرجع تاريخ بناء “القشلة” إلى 1360 هـ عندما أمر ببنائها الملك المؤسس في مدينة حائل – شمال غرب السعودية – ليكون مقرا أمنيا وقلعة لتجهيز الجيوش، حيث استمر بناؤه عامين، وهو عبارة عن مبنى طيني مستطيل الشكل، ويتكون من دورين، وتبلغ مساحته 20 ألف متر مربع، بطول 241 مترًا وعرض 141 متراً، وارتفاع 10 أمتار، وبداخله نحو 391 عموداً وثمانية مربعات كبيرة.


مكونات القلعة
ويحوي 38 غرفة في الدور الأرضي، و95 غرفة في الدور الأول، وتتوسطه أربعة أبراج مربعة الشكل، إضافة إلى أربعة أبراج مربعة الشكل أيضاً في منتصف أسواره، يُطلق عليها الأبراج المساندة، ويضم القصر مدخلين، أحدهما رئيسي يقع في منتصف الواجهة الشرقية من المبنى وتحيط به زخارف عديدة، والآخر يقع في الجهة الجنوبية، وهو المدخل المستخدم حالياً لدخول الزوار والضيوف.
وأكدت المصادر التاريخية أن قلعة “القشلة” هو مأوى لأفراد الجيش العسكري في عهد الملك المؤسس، لاستتباب الأمن بعد أن وحّد البلاد لتصبح تحت راية واحدة، فكان لابد من استمرار استغلال القصر للهدف ذاته حتى 1955م، قبل أن تصبح مقراً لشرطة المنطقة حتى عام 1975م بعدها سُلم المبنى لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم سابقاً، والتي بادرت بترميمه ودعمه بثمانية أبراج، يبلغ ارتفاع البرج الواحد أكثر من 21 متراً، وتم تجميل مداخله بالزخارف.


معلم سياحي لمنطقة حائل
وفي الوقت الحالي، تحولت قلعة “القشلة” إلى مزار سياحي وتاريخي مهم يجذب السياح والزائرين إليه سواء من داخل المملكة أو من خارجها، فهي متفردة بطبيعتها وطرازها ومعمارها الرائع الذي أبهر كل من يراها، فقد بنيت وجهزت بمستوى عالٍ جدا جعلتها من القلاع العريقة إلى يومنا هذا.
وقد خُصصت عدد من غرف القلعة لعرض مواد التراث الشعبي والأدوات الشعبية والتراثية، وغرف لإقامة المعارض الخاصة بمنطقة حائل، وتخصيص غرف أخرى لعرض بما هو لدى وكالة الآثار والمنطقة والمواطنين من أروع المعروضات التراثية والأثرية، كما تم تخصيص جناح خاص لعرض التطوير الحضاري للمنطقة وجناح آخر لعرض أنواع الأسلحة القديمة والتي كانت تستخدم في حائل.


ويؤكد مؤرخون في منطقة حائل، أن القشلة صمم على طراز المدرسة النجدية، التي كانت سائدة في العمارة الإسلامية آنذاك، ويعود معنى مسمى القشلة إلى كلمة محرفة عن أصلها التركي “قيشلة”، ومعناه المعسكر الشتوي أو المأوى الخاص بالشفاء، وأطلقت هذه التسمية في العصر العثماني على قلاع الجنود ومراكز إقامتهم بمدينة حائل، والقلاع عبارة عن ثكنة عسكرية لتدريب وإقامة الجنود بغرض التمرين والإقامة السكنية لحفظ الأمن والاستقرار.
العربية