السياحةتاريخسلايد 1

يشبه سنام الجمل.. هذه قصة سقوط “نيزك” على الربع الخالي!

يحتضن المتحف الوطني السعودي بالرياض أكبر النيازك الحديدية التي سقطت على أرض السعودية منذ التاريخ، والذي يزن 2.75 طن، وتم العثور عليه حين زيارة الأخصائيين الجيولوجيين عام 1385هـ – 1966م لموقع سقوط نيزك في الربع الخالي.

أستاذ الجيولوجيا والمعادن بجامعة الملك سعود سابقاً الدكتور أحمد المهندس، أكد أن نيزك وبر Wabar Meteorite يحتمل أن يكون أكبر نيزك سقط في الوطن العربي، وقال: “قمتُ شخصيا بالإشراف على وزن هذا النيزك في عام 1398 (1978) في مقر شركة اسمنت اليمامة بواسطة ميزان الاسمنت الدقيق، ويصل وزن نيزك وبر إلى أكثر من طنين ( 2200 كيلوغرام)، وهو الوزن الحقيقي لهذا النيزك الذي يشبه سنام الجمل”.

وأضاف: “في حين قمتُ لاحقاً بدراسة هذا النيزك من النواحي الكيميائية والمعدنية، بالتعاون مع معهد سميثسونيان بواشنطن العاصمة، الولايات المتحدة، كما قمتُ بنشر بعض المعلومات عن هذا النيزك مع عالم النيازك المعروف J.S.Clarke في مجلة علم النيازك Meteoritics، فقد كان نيزك وبر معروضاً أمام مبنى كلية العلوم بجامعة الملك سعود بمقرها القديم في حي الملز بمدينة الرياض، وذلك بتوجيه من جلالة الملك فيصل رحمه الله، ثم في مقر جامعة الملك سعود الجديد بالحي الجامعي بطريق الدرعية، وبعد ذلك تم نقل هذا النيزك ليكون معلما بارزًا وجزءا مهما في المتحف الوطني في حي المربع بمدينة الرياض”.

وقال: “اكتشف هذا النيزك المستشرق والرحالة الإنجليزي جون فيلبي عام 1932، ثم توالى استكشاف موقع النيزك خلال العقد الأخير من القرن العشرين، وموقع نيزك وبر احتوى على ثلاث فوهات نيزكية تتراوح ما بين 116-64-11 متراً، أما ارتفاع الحواف فقد كان ارتفاعها عام 1932 حوالي 12 مترا، ثم 8 أمتار في عام 1961، ثم 3 أمتار في عام 1982، أما في السنوات الأخيرة فقد امتلأت الفوهات بالرمل”.

وأشار المهندس: “المشاهدات الحقلية أوضحت أن آثار الارتطام كان على الأجزاء الجنوبية الشرقية من الفوهات، بينما تنعدم الآثار في النواحي الشمالية والغربية، مما يشير إلى أن النيزك كان يميل في سقوطه من اتجاه الشمال الغربي، ويعتقد أن سرعة النيزك عند سقوطه كانت كبيرة جداً، ويعتقد أيضاً أن كتلة النيزك كانت حوالي 3.5 طن، وكان لسقوطه أثر كبير في جعل الاحتكاك الجوي هائلاً، مما جعل النيزك يتكسر في الهواء قبل وصوله سطح الأرض إلى حوالي أربع قطع، أكبرها الموجود حالياً في المتحف الوطني بالرياض”.

وعن تاريخ سقوط النيزك أوضح أن “أول تقدير لتاريخ ارتطام نيزك وبر، كان اعتماداً على مشاهدة كرة نارية عبرت سماء الرياض على بعد 550 كيلومتراً من موقع سقوط النيزك، وذلك خلال إحدى الزخات الشهابية عام 1863”.

يذكر أن نيزك وبر يتكون من سبيكة من الحديد والنيكل، وهذا النيزك يتكون بصفة عامة من معدني الكاماسايت والتيتانايت والتي تحتوي على عنصري الحديد والنيكل، كما تحتوي على نسبة ضئيلة من معدني الترويلايت والجرافات، بالإضافة إلى نسبة من معدني الشربرزايت والكوهينايت، وهي معادن لا توجد إلا في النيازك.

المصدر: وكالة الأنباء السعودية “واس”

زر الذهاب إلى الأعلى